كِرترود مارگريت لوثيان بـِل Gertrude Margaret Lowthian Bell (و.14 يوليو 1868 – 12 يوليو, 1926) ضابطة مخابرات وباحثة البريطانية مشهورة عملت في العراق مستشارة للمندوب السامي البريطاني پرسي كوكس في العشرينيات من القرن الماضي.
ليثيان جيرترود بيل باحثة ومستكشفة وسياسية بريطانية عملت في العراق مستشارة للمندوب السامي البريطاني برسي كوكس في العشرينيات من القرن المنصرم. جاءت إلى العراق عام 1914 ولعبت دورا بالغ الأهمية في ترتيب أوضاعه بعد الحرب العالمية الأولى.
(ثق بأني لن اصنع الملوك بعد الان) جملة في رسالة لها الى والدها تبين دورها في بناء الدولة العراقية، مؤلفاتها من المصادر المهمة عن العراق، مثل فصول من تاريخ العراق القريب، والعراق في رسائل المس بيل، فضلاً عن مؤلفات اخرى لم تترجم، ولها دراسات عن الجزيرة العربية الممتدة الى سورية وعن قبائلها واحوالهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
من اسرارها انها عزفت عن الزواج وانكبت على دراسة الشرق لمقتل حبيبها، وكان ضابطاً في الجيش البريطاني، وادعى المرحوم عبد الرزاق الحسني قبل وفاته بمدة في مقابلة صحفية ان له (علاقات شخصية) جداً بها.
عرفت عند العراقيين بلقب الخاتون, وقد خدمت بلدها بريطانيا بكل جد وإخلاص، والعراق مدين لها بتأسيس المتحف العراقي، واول دليل للعراق، واشياء اخرى، توفيت في بغداد عام 1926 ودفنت في مقبرة الارمن الارثوذكس الواقعة في ساحة الطيران.
كثيرا ما نسمع عن هذا الاسم --- المس بيل --- عند ي قرائتنا في كتب العشائر العراقية في الفترة التي رافقت الاحتلال البريطاني للعراق فمن هي المس بيل
المس بيل هي الشخصية التي كانت تعمل في المكتب العربي التابع لدائرة الاستخبارات البريطانية في القاهرة والتي عهد اليها كما يقول الدكتور عبد الجليل الطاهر في كتابه العشائر العراقية
انها عهد اليها بعد ذلك بمهمة الاستخبارات في العراق وكانت مهمتها هي جمع المعلومات عن العشائر ومعرفة اتجاهاتها السياسية ومعرفة الخصومات والكراهيات بين هذه العشائر وكذلك معرفة خصوصياتها الاجتماعية والاقتصادية ومواردها وعلاقاتها مع السلطة العثمانية و كذلك القيام بتسجيل اسماء شيوخ هذه العشائر و وجهائها وشخصياتها وسراكيلها وعدد الخيول والبنادق وغيرها من الاعتدة والاسلحة وكل المعلومات الضرورية للقيادة البريطانية والتحقت المس بيل في وظيفتها هذه بالجنرال السير برسي الى وفاتها سنة 1926 اذا عملت لمدة عشر سنوات بهذه المهمة فكان لها من المقدرة ان تتصل بعدد كبير من مختلف الطوائف والديانات والعشائر فجمعت بذلك المعلومات المهمة والمفصلة ونشرت على شكل تقارير وهي
مذكرات عن القبائل العربية البدوية و قنوات الفرات من المسيب الى السماوة و عشائر دجلة و عشائر ملتقى دجلة والفرات و اتحاد عشائر المنتفق و عشائر دجلة الازيرج والبو محمد و مذكرات عن عشائر عنه والبوكمال و مذكرات عن عشائر الشطرة و مذكرات عن عشائر ولاية بغداد وغيرها من التقارير التي نشرت وهناك بالطبع تقارير جدا هامة عن العراق لم تنشر وهي محفوظة لدى دوائر المخابرات والاستخبارات البريطانية
قبر المس بيل في باب الشرقي
تفتح ابواب المقبرة ويقود حارسها الزائر عبر صفوف من شواهد القبور المكسورة. ويشير علي منصور الى شاهد قبر مصنوع من الحجر الرملي قائلا "هاهي ذي...اعتني بها لكن لا احد يزورها."
وكان علي يتحدث عن جيرترود بيل وهي مغامرة وكاتبة وعالمة لغويات بريطانية واحدى اكثر النساء نفوذا خلال فترة العشرينيات حيث كانت مستشارة صانعي الامبراطوريات ومقربة من الملوك. وينسب الى بيل التي كانت مستشارة شرقية للحكومات البريطانية ترسيم حدود دولة العراق الحديثة من بين انقاض الامبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الاولى. والان وفي ظل اقتراب الدولة التي شكلتها من حافة الانهيار بسبب العنف الطائفي ترقد المرأة التي لقبت بملكة العراق منسية في احدى مقابر بغداد.
وبعد نحو 80 عاما من وفاة بيل واكثر من ثلاثة اعوام على احتلال قوات قادتها الولايات المتحدة للعراق للاطاحة بنظام صدام حسين يخشى الكثيرون من انهيار وحدة العراق بسبب اعمال القتل والميليشيات والخوف الذي يدفع عائلات الى النزوح عن ديارها. ويعتقد البعض ان هذا البلد قد ينقسم الى ثلاث مناطق على اسس طائفية وعرقية.
وتعهد رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي بتشكيل حكومة ائتلافية توحد الشيعة والعرب السنة والاكراد المتناحرين وتتفادي انزلاق العراق الى هاوية صراع طائفي وعرقي شامل. لكن كما يظهر التاريخ فان العراق وهو البلد الذي شهد قيام حضارة ما بين النهرين هو دولة مقسمة منذ تشكلت.
ووضعت بيل والمستعمرون حدود العراق بدمج اقاليم الموصل وبغداد والبصرة التي كانت تحت السيطرة العثمانية في مسعى لتأمين المصالح البريطانية دون وضع اعتبار يذكر للحدود القبلية والعرقية.
وكتبت بيل التي كانت متخصصة في اللغتين العربية والفارسية لوالدها عام 1921 قائلة "امضيت نهارا جيدا في المكتب وانا اضع حدود الصحراء الغربية من العراق." وتمخض ذلك عن دولة مركزية يعيش فيها ثلاثة تجمعات لها اهداف ومباديء ومعتقدات مختلفة هم الاكراد في منطقة الشمال الجبلية والشيعة في الجنوب والعرب السنة في بغداد وباقي وسط البلاد.
فهي الكاتبة والشاعرة وعالمة الآثار والرحالة والمحللة السياسية والجاسوسة والدبلوماسية البريطانية الاستثنائية التي لعبت دورا سياسيا في البلاد العربية. وكانت هي وتي اي لورانس (لورنس العرب) وراء تنصيب الشريف فيصل ملكا على العراق، وكانت أيضا وراء الثورة العربية الكبرى. أكثر من ترجمة أعدت للتقارير السرية التي أرسلتها غيرترود بيل إلى مكتب الاستخبارات البريطانية الخاص بالعالم العربي في القاهرة (المكتب العربي) عن الأوضاع في الجزيرة العربية، ونشرها المكتب في نشرته السرية المسماة (أراب بوليتين) التي تعني بنشر المعلومات الاستخباراتية السرية حول العالم العربي. إلا أن ترجمة الكاتب عطية بن كريم الظفيري في كتاب «أوراق منسية من تاريخ الجزيرة العربية» الصادر عن دار مسعى للنشر والتوزيع بالكويت، راعت جوانب عدة في التقارير مخلصة لترجمتها ومتخلصة من أخطاء كثيرة وقع بها غير المختصين بتاريخ الجزيرة العربية وقبائلها.
ففي هذه النسخة المعربة من التقارير والمقالات اجتهد الظفيري تحري الدقة في النقل من اللغة الأصلية دون تدخل منه في النص الأصلي مراعاة لأمانة الترجمة، لكنه أضاف تعليقات إيضاحية هامشية موجزة، كذلك في داخل المتن المعرب من شروحات وضعت بيت أقواس معقوفة، بالإضافة إلى إعداده بحثا تعريفيا بالسيرة الذاتية للكاتبة.
من جهة أخرى، تحصل الظفيري من جامعة نيوكاسل على صور فوتوغرافية فريدة تتعلق بالموضوعات المكتوبة من أرشيف الكاتبة، تم إضافتها للنسخة العربية، التي تخلو منها النسخة الإنجليزية.
من جهة أخرى، تحصل الظفيري من جامعة نيوكاسل على صور فوتوغرافية فريدة تتعلق بالموضوعات المكتوبة من أرشيف الكاتبة، تم إضافتها للنسخة العربية، التي تخلو منها النسخة الإنجليزية.
وبعد مرور 23 عاما من تقارير بيل، قام سير كينان كورنواليس الذي كان يرأس المكتب العربي في القاهرة بجمع هذه التقارير ونشرها بكتيب محدود التداول بعنوان «حرب العرب». يقول كورنواليس «إن من مهام بيل وطبيعة وظيفتها أن تكون على اتصال مع المكتب العربي في القاهرة لتزوده من وقت لآخر بتقارير عن العالم العربي، إنها تقارير رسمية لأطراف حكومية»، ويضيف «إن رسمية هذه التقارير لم تؤثر على أسلوب بيل الأدبي ورؤيتها الخاصة للأمور».
وتتطرق هذه التقارير إلى بعض المسائل من تاريخ الجزيرة العربية، وعن مشيخة المحمرة، وعن التمرد ضد سلطان مسقط، وعن شخصية عبدالعزيز بن سعود الفذة، مستعينة بصور فوتوغرافية التقطتها ووثقت بها رحلتها وتقاريرها، إذ كانت قد خلّفت وراءها أرشيفا ضخما من الرسائل والصور الفوتوغرافية بلغت حوالي 7000 صورة أودعت في مكتبة جامعة نيوكاسيل، أغلبها يتعلق بالمظاهر المختلفة في حياة شعوب منطقة الشرق الأوسط. وكمختص بتاريخ الجزيرة العربية؛ يشير الظفيري في مقدمته إلى أن تعريبه لتقارير غيرترود بيل لا يعني أنه متفق على ما جاءت به الكاتبة من آراء واستنتاجات، لكن لما فيها من معلومات توثيقية عن أحداث مهمة مر عليها ما يقرب من عشرة قرون اللآن، بما يفيد الباحثين والدارسين لهذه الحقبة من تاريخ الجزيرة العربية.
توزعت فصول الكتاب على مقدمة المترجم التي أضاءت هذه الجوانب في أهمية هذه الترجمة الجديدة، وبحث عن سيرة بيل الذاتية، والتقارير السرية التي جاءت عناوينها كالتالي: الإدارة العثمانية للبلاد العربية، نبذة عن السلطة القبلية لشيخ المحمرة، التمرد ضد سلطان مسقط 1913- 1916، عبد العزيز آل سعود، المعارك القبلية في الصحارى العربية، دور القبائل العربية والكردية في الصراع البريطاني العثماني، الموقف السياسي في حائل عام 1917. بالإضافة إلى ملحق صور من البادية، ومراجع المترجم في إشاراته وتعليقاته، وفصل خاص بفهرس الأعلام والأماكن.