الثلاثاء

قصائد جدنا الزير سالم (المهلل ابن ربيعة)في مقتل جدنا كليب بن ربيعة( عشائر البودراج)

كُلَيْبُ لاَ خَيْرَ في الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا    
        إنْ أنتَ خليتها في منْ يخليها
كُلَيْبُ أَيُّ فَتَى عِزٍّ وَمَكْرُمَة ٍ    
        تحتَ السفاسفِ إذْ يعلوكَ سافيها
نعى النعاة ُ كليباً لي فقلتُ لهمْ    
        مادتْ بنا الأرضُ أمْ مادتْ رواسيها
لَيْتَ السَّمَاءَ عَلَى مَنْ تَحْتَهَا وَقَعَتْ    
        وَحَالَتِ الأَرْضُ فَانْجَابَتْ بِمَنْ فِيهَا
أضحتْ منازلُ بالسلانِ قدْ درستْ    
        تبكي كليباً وَ لمْ تفزعْ أقاصيها
الْحَزْمُ وَالْعَزْمُ كَانَا مِنْ صَنِيعَتِهِ    
        ما كلَّ آلائهِ يا قومُ أحصيها
القائدُ الخيلَ تردي في أعنتها    
        زَهْوَاً إذَا الْخَيْلُ بُحَّتْ فِي تَعَادِيها
النَّاحِرُ الْكُومَ مَا يَنْفَكُّ يُطْعِمُهَا    
        وَالْوَاهِبُ المِئَة َ الْحَمْرَا بِرَاعِيهَا
منْ خيلِ تغلبَ ما تلقى أسنتها    
        إِلاَّ وَقَدْ خَضَّبَتْهَا مِنْ أَعَادِيهَا
قدْ كانَ يصحبها شعواءَ مشعلة ً    
        تَحْتَ الْعَجَاجَة ِ مَعْقُوداً نَوَاصِيهَا
تكونُ أولها في حينِ كرتها    
        وَ أنتَ بالكرَّ يومَ الكرَّ حاميها
حَتَّى تُكَسِّرَ شَزْراً فِي نُحُورِهِمِ    
        زرقَ الأسنة ِ إذْ تروى صواديها
أمستْ وَ قدْ أوحشتْ جردٌ ببلقعة ٍ    
        للوحشِ منها مقيلٌ في مراعيها
ينفرنَ عنْ أمَّ هاماتِ الرجالِ بها    
        وَالْحَرْبُ يَفْتَرِسُ الأَقْرَانَ صَالِيهَا
يهزهونَ منَ الخطيَّ مدمجة ٍ    
        كمتاً أنابيبها زرقاً عواليها
نرمي الرماحَ بأيدينا فنوردها    
        بِيضاً وَنُصْدِرُهَا حُمْراً أَعَالِيهَا
يا ربَّ يومٍ يكونُ الناسُ في رهجٍ    
        بهِ تراني على نفسي مكاويها
مستقدماً غصصاً للحربِ مقتحماً    
        ناراً أهيجها حيناً وأطفيها
لاَ أَصْلَحَ الله مِنَّا مَنْ يُصَالِحُكُمْ    
        ما لاحتِ الشمسُ في أعلى مجاريها 
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
كُنَّا نَغَارُ عَلَى الْعَوَاتِقِ أَنْ تَرَى    
        بالأمسِ خارجة ً عنِ الأوطانِ
فَخَرَجْنَ حِينَ ثَوَى كُلَيْبٌ حُسَّراً    
        مستيقناتٍ بعدهُ بهوانِ
فَتَرَى الْكَوَاعِبَ كَالظِّبَاءِ عَوَاطِلاً    
        إذْ حانَ مصرعهُ منَ الأكفانِ
يَخْمِشْنَ مِنْ أدَمِ الْوُجُوهِ حَوَاسِراً    
        مِنْ بَعْدِهِ وَيَعِدْنَ بِالأَزْمَانِ
مُتَسَلِّبَاتٍ نُكْدَهُنَّ وَقَدْ وَرَى    
        أجوافهنَّ بحرقة ٍ وَ رواني
وَ يقلنَ منْ للمستضيقِ إذا دعا    
        أمْ منْ لخضبِ عوالي المرانِ
أمْ لا تسارٍ بالجزورِ إذا غدا    
        ريحٌ يقطعُ معقدَ الأشطانِ
أمْ منْ لاسباقِ الدياتِ وَ جمعها    
        وَلِفَادِحَاتِ نَوَائِبِ الْحِدْثَانِ
كَانَ الذَّخِيرَة َ لِلزَّمَانِ فَقَد أَتَى    
        فقدانهُ وَ أخلَّ ركنَ مكاني
يَا لَهْفَ نَفْسِي مِنْ زَمَانٍ فَاجِعِ    
        أَلْقَى عَلَيَّ بِكَلْكَلٍ وَجِرَانِ
بمصيبة ٍ لا تستقالُ جليلة ٍ    
        غَلَبَتْ عَزَاءَ الْقَوْمِ وللشُّبان
هَدَّتْ حُصُوناً كُنَّ قَبْلُ مَلاَوِذاً    
        لِذَوِي الْكُهُولِ مَعاً وَالنِّسَوَانِ
أضحتْ وَ أضحى سورها منْ بعدهِ    
        متهدمَ الأركانِ وَ البنيانِ
فَابْكِينَ سَيِّدَ قَوْمِهِ وَانْدُبْنَهُ    
        شدتْ عليهِ قباطيَ الأكفانِ
وَ ابكينَ للأيتامِ لما أقحطوا    
         وَ ابكينَ عندَ تخاذلِ الجيرانِ
وَ ابكينَ مصرعَ جيدهِ متزملاً    
        بِدِمَائِهِ فَلَذَاكَ مَا أَبْكَانِي
فَلأَتْرُكَنَّ بِهِ قَبَائِلَ تَغْلِبٍ    
        قتلى بكلَّ قرارة ٍ وَ مكانِ
قتلى تعاورها النسورُ أكفها    
        ينهشنها وَ حواجلُ الغربانِ
 
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
لما نعى الناعي كليباً أظلمتْ    
        شمسُ النهارِ فما تريدُ طلوعا
قتلوا كليباً ثم قالوا أرتعوا    
        كذبوا لقدْ منعوا الجيادَ رتوعا
كَلاَّ وَأَنْصَابٍ لَنَا عَادِيَّة ٍ    
        مَعْبُودَة ٍ قَدْ قُطِّعَتْ تَقْطِيعَا
حتى أبيدَ قبيلة ً وَ قبيلة ً    
        وَ قبيلة ً وَ قبيلتينِ جميعا
وَتَذُوقَ حَتْفاً آلُ بَكْرٍ كُلُّها    
        وَنَهُدٌ مِنْهَا سَمْكَهَا الْمَرْفُوعَا
حَتَّى نَرَى أَوْصَالَهُمْ وَجَمَاجِماً    
        مِنْهُمْ عَلَيْهَا الخَامِعَاتُ وُقُوعَا
وَ نرى سباعَ الطيرِ تنقرُ أعيناً    
        وَتَجُرُّ أَعْضَاءً لَهُمْ وَضُلُوَعا
وَالْمَشْرَفِيَّة َ لاَ تُعَرِّجُ عَنْهُمُ    
        ضَرْباً يَقُدُّ مَغَافِراً وَدُرُوعَا
وَالْخَيْلَ تَقْتَحِمُ الْغُبَارَ عَوَابِساً    
        يومَ الكريهة ِ ما يردنَ رجوعا
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
لاِبنَةِ حِطّانَ بنِ عَوفٍ مَنازِلٌ    
        كَما رَقشَّ العُنوانَ في الرِقِّ كاتِبُ
ظَلِلتُ بِها أُعرى وَأُشعَرث سُخنَةً    
        كَما اِعتادَ مَحموماً بِخَيبَرَ صالِبُ
تَظَلُّ بِها رُبدُ النَعامِ كَأَنَّها     
        إِماءٌ تُزَجّى بِالعَشِيِّ حَواطِبُ
خَليلايَ هَوجاءُ النَجاءِ شِمِلَّةٌ    
        وَذو شُطَبٍ لا يَجتَويهِ المُصاحِبُ
وَقَد عِشتُ دَهراً وَالغُواةُ صَحابَتي    
        اُولائِكَ خُلصاني الَّذينَ أُصاحِبُ
رَفيقاً لِمَن أَعيا وَقُلِّدَ حَبلَهُ    
        وَحاذَرَ جَرّاهُ الصَديقُ الأَقارِبُ
فَأَدَّيتُ عَنّي ما اِستَعَرتَ مِنَ الصِبى    
        وَلِلمالِ عِندي اليَومَ راعٍ وَكاسِبُ
لِكُلِّ أُناسٍ مِن مَعَدٍّ عِمارَةٌ    
        عَروضٌ إِلَيها يَلجَؤونَ وَجانِبُ
لُكَيزٌ لَها البَحرانِ وَالسَيفُ كُلُّهُ    
        وَإِن يَأتِها بَأسٌ مِنَ الهِندِ كارِبُ
تَطايَرَ عَن أَعجازِ حوشٍ كَأَنَّها    
        جَهامٌ أَراقَ ماءَهُ فَهوَ آئِبُ
وَبَكرٌ لَها ظَهرٌ العِراقِ وَإِن تَشَأ     
        يَحُل دونَها مِنَ اليَمامَةِ حاجِبُ
وَصارَت تَميمٌ بَينَ قُفٍّ وَرَملَةٍ    
        لَها مِن حِبالٍ مُنتَأَى وَمَذاهِبُ
وَكَلبٌ لَها خَبتٌ فَرَملَةُ عالِجٍ    
        إِلى الحَرَّةِ الرَجلاءِ حَيثُ تُحارِبُ
وَغَسّانُ حَيٌّ عِزُّهُم في سِواهُمُ    
        يُجالِدُ عَنهُم مِقنَبٌ وَكَتائِبُ
وَبَهراءُ حَيٌّ قَد عَلِمنا مَكانَهُم    
        لَهُم شَرَكٌ حَولَ الرُصافَةِ لاحِبُ
وَغارَت إِيادٌ في السَوادِ وَدونَها    
        بَرازيقُ عُجمٌ تَبتَغي مَن تُضارِبُ
وَلَخمٌ مُلوكُ الناسِ يُجبى إِلَيهِمُ    
        إِذا قالَ مِنهُم قائِلٌ فَهوَ واجِبُ
وَنَحنُ أُناسٌ لا حِجازَ بِأَرضِنا    
        مَعَ الغَيثِ ما نُلقى وَمَن هُوَ غالِبُ
تَرى رائِداتِ الخَيلِ حَولَ بُيوتِنا    
        كَمِعزى الحِجازِ أَعجَزَتها الزَرائِبُ
فَيُغبَقنَ أَحلاباً وَيُصبَحنَ مِثلَها    
        فَهُنَّ مِنَ التَعداءِ قُبٌّ شَوازِبُ
فَوارِسُها مِن تَغلِبَ اِبنَةَ وائِلٍ    
        حُماةٌ كُماةٌ لَيسَ فيها أَشائِبُ
هُمُ يَضرِبونَ الكَبشَ يَبرُقُ بَيضُهُ    
         عَلى وَجهِهِ مِنَ الدِماءِ سَبائِبُ
بِجَأواءَ يَنفي وِردُها سَرَعانَها    
        كَأَنَّ وَضيحَ البَيضِ فيها الكَواكِبُ
وَإِن قَصُرَت أَسيافُنا كانَ وَصلُها     
        خَضانا إِلى القَومِ الَّذينَ نُضارِبُ
فَلِلَهِ قَومٌ مِثلُ قَومي سوقَةٌ    
        إِذا اِجتَمَعَت عِندَ المُلوكِ العَصائِبُ
أَرى كُلَّ قَومٍ يَنظُرونَ إِلَيهِمُ    
        وَتَقصُرُ عَمّا يَفعَلونَ الذَوائِبُ
أَرى كُلَّ قَومٍ قارَبوا قَيدَ فَحلِهِم    
        وَنَحنُ خَلَعنا قَيدَهُ فَهوَ سارِبُ
 
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
لَمّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هَجيُهُم    
        هَلهَلتُ أَثأَرُ جابِراً أَو صُنُبلا
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

لَيْسَ مِثْلِي يُخَبِّرُ النَّاسَ عَنْ آ    
        بائهمْ قتلوا وَ ينسى القتالاَ
لمْ أرمْ عرصة َ الكتيبة ِ حتى انـ    
        ـتَعَلَ الْوَرْدُ مِنْ دِمَاءٍ نِعَالاَ
عرفتهُ رماحُ بكرٍ فما يأ    
        خُذْنَ إلاّ لَبَّاتِهِ وَالْقَذَالاَ
غلبونا وَ لاَ محالة يوماً    
        يقلبُ الدهرُ ذاكَ حالاً فحالاَ
 
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

لَوْ كَانَ نَاهٍ لابْنِ حَيَّة َ زَاجِراً    
        لنهاهُ ذا عنْ وقعة ِ السلانِ
يَوْمٌ لَنَا كَانَتْ رِئَاسَة ُ أَهْلِهِ    
        دُونَ الْقَبَائِلِ مِنْ بَنِي عَدْنَانِ
غضبتْ معدٌّ غثها وَ سمينها    
        فِيهِ مُمَالاَة ً عَلَى غَسَّانِ
فأزالهمْ عنا كليبُ بطعنة ٍ    
        في عمرِ بابلَ منْ بني قحطانِ
وَ لقدْ مضى عنها ابنُ حية َ مدبراً    
        تَحْتَ الْعَجَاجَة ِ وَالْحُتُوفُ دَوَانِ
لَمَّا رآنَا بِالْكُلاَبِ كَأَنَّنَا    
        أُسْدٌ مُلاَوِثَة ٌ عَلَى خَفَّانِ
تَرَكَ التِي سَحَبَتْ عَلَيْهِ ذُيُولَهَا    
        تَحْتَ الْعَجَاجِ بِذِلَّة ٍ وَهَوَانِ
وَنَجَا بَمُهْجَتِهِ وَأَسْلَمَ قَوْمَهُ    
        مُتَسَرْبِلِينَ رَوَاعِفَ المُرَّانِ
يَمْشُونَ فِي حَلَقِ الْحَدِيدِ كَأَنَّهُمْ    
        جُرْبُ الْجِمَالِ طُلِينَ بِالْقَطِرَانِ
نِعْمَ الْفَوَارِسُ لاَ فَوَارِسُ مَذْحِجٍ    
        يَوْمَ الهِيَاجِ وَلاَ بَنُو هَمْدَانِ
هَزَمُوا الْعِدَاة َ بِكُلِ أَسْمَرَ مَارِنٍ    
        وَ مهندٍ مثلِ الغديرِ يماني
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
لَوْ كُنْتُ أقْتُلُ جِنَّ الخَابِلَيْنِ كَمَا    
        أقتلُ بكراً لأضحى الجنُّ قدْ نفدا
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
لَقَد عَرَفَت قَحطانُ صَبري وَنَجدَتي    
        غَداةَ خَزازٍ وَالحُقوقُ دَوانِ
غَداةَ شَفَيتُ النَفسَ مَن ذُلِّ حِميَرِ    
        وَأَورَثتُها ذُلاً بِصِدقِ طِعاني
دَلَفتُ إِلَيهِم بِالصَفائِحِ وَالقَنا    
        عَلى كُلِّ لَيثٍ مِن بَني غَطفانِ
وَوائِلُ قَد جَدَّت مَقادِمَ يَعرُبٍ    
        فَصَدَّقَها في صَحوِها الثَقَلانِ
 
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
لوْ أنَّ خيلي أدركتكَ وجدتهمْ    
        مثلَ الليوث بسترِ غبَّ عرينِ
وَ لأوردنَّ الخيلَ بطنَ أراكة ٍ    
        وَ لأقضينَّ بفعل ذاكَ ديوني
وَ لأقتلنَّ حجاحجاً منْ بكركمْ    
        ولأَبْكِيَنَّ بِهَا جُفُونَ عُيُونِ
حتى تظلَّ الحاملاتُ مخافة ً    
        مِنْ وَقْعِنَا يَقْذِفْنَ كُلَّ جَنِين




  

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة